نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

نقوس المهدي - ياغزالَ الوادي.. عبدالله ابن المعتز

نقوس المهدي

مشرف
طاقم الإدارة
شاعرنا هو عبد الله ابن المعتز بالله بن المتوكل، وكنيته أبو العباس، من شعراء العصر العباسي الثاني، ولد عام (247 هـ، 861م)، في بغداد، وآلت اليه الخلافة، وما لبث ان هجم عليه غلمان المقتدر بالله المماليك وقتلوه في عام (296 هـ،909م)، في فترة اتسمت بضعف النفوذ العربي، وسمى بخليفة يوم وليلة، وكان أديبا وشاعرا، اشتهر باهتمامه بالبديع والف في ذلك كتابا عظيم الفائدة، جمع فيه كل أصناف البديع، مع ذكره للجيد منه، كما يذكر أمثلة سيئة، وما وقع فيه قائلوها من أخطاء، وعرق اكثر ببديع اشعاره قي الغزل والوصف والخمريات، برغم الانتقادات والصورة النمطية التي الصقت بشخصيته الارستقراطية ووجاهته، خاصة من طرف ابن الرومي الا ان انصفه عميد الادب العربي د. طه حسين وتبعه في هذا جملة من الدارسين من بينهم عبد العزيز سيد الأهل، وعبد العزيز الكفراوي، وشوقي ضيف، وكمال ابو ديب

والقصيدة الشعرية " يا غزال الوادي" من اجمل شعره، اهتم بها دارسو الادب، لثرائها وجمالها، ولروعة وغزارة التشبيهات ووهج الاستعارات التي حشدها لوصف مشاعره الوجدانية، وقد ابدعها عبد الله بن المعتز في جارية يلقبها بــ " مكتومة " و " شرة "، يعرض فيها بنفس شعري باهر لاحوال تولهه وحرقته ووجده وشغفه الشديد بها ..

قراءة ممتعة والى وقفة قادمة مع قصيدة اخرى

اختيار وتعليق: نقوس المهدي



*****

ياغزالَ الوادي..
عبدالله ابن المعتز

يا غزالَ الوادي بنفسي أنتا،
لا كما بتُّ ليلة َ الهجرِ بتا
لم تدعني عيناكَ أنجو صحيحاً،
مِنكَ، حتى حُسِبتُ فيمَن قَتَلتا
يومَ يشكو طرفي إلى طرفك الحـ
ـبَّ، فأوحى إليه أن قد علِمتَا
ليتَ شعري، أما قضى الله أن تذ
كرَ في الذاكرين لي منك وقتا
قسمت في الهوى البخوتُ، فيا بخـ
ـتيَ في حبها عدمتك بختا
لا تلمني، يا صاح، في حبّ مكتو
مة نفسي، لها الفداءُ، وأنتا
كفّ عني، فقد بليتُ وخلاّ
كَ بَلائي، يا عاذلي، فاستَرَحْتا
أنْتَ من حبّها مُعافًى، ولو قا
سيتَ ما بي من حبها لعذرتا
فجزاك الإلهُ حقك عني،
لم يُخفَّف عنّي بَلائي، وزِدتا
هاكَ قلبي! قطّعه لَوماً، فإن أنْـ
سيته حبها، فقد أحسنتا
لد فيها كان آدم ما خلف
في الناس غير شرة بنتا
أيها القلبُ هل تُطيقُ اصطباراً،
طالما قد أطعتني، فصبرتا
إن من قد هويتهُ واسعَ الحـ
ـبّ، كثيرَ القِلى كما قد عَرَفتا
فاجتنِبه كيما تَعُزُّ عليه،
كلّما زدت من لقائك هُنْتَا
أوَما كنتَ قد نَزَغتَ عن الغـ
ـيّ، وسافرتَ في التّقى وَرَجَعتا؟
وبمَن قد بُلِيتَ، ليتَك، يا مِسـ
ـكينُ، أحببتَ واصلاً، أو ترَكتا
و لقد بانَ أنهُ لكَ قالٍ،
مخلفُ الوعدِ، خائنٌ لو عقلتا
أبداً منعمٌ يعلقُ وعداً،
فإذا قلتَ: هاتهِ ‍ قال: حتى
طالما كنتَ حائداً قبلَ هذا،
عن حبالِ الهوى فكيفَ وقعتا
ما أرى، في الهوى، لإبليسَ ذنباً،
إنّ عيني قادت، وأنت اتبعتا
فَذُقِ الحبَّ قد نُهِيتَ، فخالَفـ
تَ، ألستَ الذي عصيتَ ألستا
ظبية ٌ فرغتْ خيالكَ منها ،
لم يدم عهدها، كما قد عهدتا
ولقد مَتّعَتكَ منْها بوصلٍ
زَمَناً ماضياً، وكانت، وكُنتا
فاسلُ عنها، فالآن وقتُ التسلي،
قَطَعَت منك حبلَها، فانبتّا
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى