نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

إن كيدهنّ عظيم. ما السبب؟

إن كيدهنّ عظيم. ما السبب؟
ما سأقوله عن النساء يشمل الغالبية منهنّ. و هذا لا يعنى أن كلّهنّ بالأوصاف التي سأذكرها فهناك لا شكّ استثناءات. إن المتأمّل في الحياة اليومية يكتشف أن التعامل مع الرّجل أسهل من التعامل مع المرأة. فالمرأة مزاجية تتحكّم فيها الانفعالات إلى حدّ بعيد. و تبعا لذلك تغلّب رغبتها على المنطق. لا تحترم المنطق و لا تحترم حتّى من ينبّهها إلى أنّها لا تحترم المنطق. و بسبب خضوعها لرغبتها و تحكّم الانفعالات فيها تُوظّف ذكاءها في الكيد للغير، لا يهمّها سوى تحقيق أغراضها. حتّى الأخلاق عندها موظّفة في خدمة أهداف خبيثة. ولسائل أن يسأل: لماذا تميل المرأة إلى استخدام ذكائها للوصول إلى أهداف دون مراعاة لا للمنطق و لا للأخلاق؟ لماذا لهذه النزعة التسلّطية عند المرأة؟
السبب في نظري مرتبط بطبيعة المرأة كإمرأة. فالمرأة تحيا في تناقض صارخ بين وضعها ككائن واع وبين وضعها ككائن غريزي له رغبة جنسية. فمن جهة وعيها هي ثعلب ماكر ومن جهة رغبتها الجنسية هي حمل وديع. بتعبير أوضح. تُظهرالمرأة في العلاقة الحميمية نزعة مازوشية أو مازوخية (التلذّذ بتعذيب الذات). في لا تستمتع إلا عندما تكون ضحية. فالرجل هو الفاعل و هي المفعول بها. (و إن شئنا هي فاعلة من جهة أنّها مفعول بها أي هكذا هي تريد) فهي لا ترى نفسها كأنثى إلا عندما تكون في وضع الضحية. و الغريب أن المرأة تلوم الرجل الطيّب، الليّن في علاقته الحميمية معها و تعتبره ناقصا للرجولة. فالفحولة تقتضي شيئا و لو بسيطا من الشدّة إن لم نقل العنف. نقول عادة عن رجل أنّه اغتصب فتاة أو اعتدى عليها، ولا نقول أن فتاة اغتصبت رجلا. فالفاعلية هي من الرجل حتّى و لو أُجبر الرّجل على ذلك. طبعا لا نتحدّث هنا عن المرأة التي تعاني من مشاكل نفسية و تريد اللطم و البصق و الإهانة فهذا موضوع آخر، لكن نتحدّث عن المرأة العادية. و المرأة العادية بطبعها مازوشية في العلاقة الجنسية.
كيف تسترجع المرأة كرامتها المهدورة في هذه العلاقة الجنسية؟
المرأة بعد أن افتضح أمرها و ظهر ضعفها في العلاقة الجنسية تحاول أن تسترجع كرامتها في إظهار قيمتها في الحياة اليومية فاستخدام الكيد و الخبث و النصب و الاحتيال. و كأنّها تريد أن تقول لنا أنّها ليست بذلك الضعف التي بدر منها سابقا. المرأة حمل وديع في الليل، و ثعلب ماكر في النهار. و الغريب في الأمر أن المرأة لا تخجل من هذا التناقض بين حياتها النهارية و حياتها الليلية، و لا تسعى أن تكون معتدلة في الحياتين. باختصار كيد المرأة هو استدراك للكرامة المهدورة في العلاقة الجنسية.
 
التعديل الأخير:
انا ارى في مقالتك هجوم لاذع على المرأة وفيها عدم الانصاف. وكأنك تكتب رسالة الى المحكمة تشكو وتشرح لهم مشكلة خاصة بدلا من ان يكون تحت ايدينا دراسات وبحوث . الكتابة عن المرأة تجب ان لا تختزل في المحيط العربي فقط وهي تعيش تحت حكم انظمة ظالمة سالبة لحقوقها وجعلت من الذكورية قوة مهيمنة ، لان المرأة موجودة في كل مكان وزمان وتتأثر بالبيئة المحيطة بها. في الانظمة العلمانية وبالتحديد المتحضرة التي سنت القوانين جعلت الرجل والمرأة على مسافة واحدة، فهناك لا يطلق على المرأة ناقصة عقل ولا تنتهك كرامتها من قبل المجتمع والعائلة وتعتبر نصف الرجل، لذلك لا توجد فوارق كبيرة في التفكير والتعامل. الاثنان يعملون ويقومان بادارة البيت. وهناك ايضا قد تسجن المرأة بتهمة الاغتصاب. جميع العلاقات تعتمد على الوعي في ادارة الازمات الاجتماعية والتفاهم بين الطرفين.المرأة تبقى كما هي، تتميز بالحنان والعاطفة ونكران الذات.
 
التعديل الأخير:
المقال الذي كتبته فيه جانبان. من جهة هناك الحكم و من جهة ثانية هناك محاولة لتفسير هذا الحكم. و لا أفهم في أي جانب أنا تهجّمت على المرأة. أما الحكم ـ و هو أن كيد النساء عظيم ـ فلست أنا الذي أصدرته بل هو الله (في سورة يوسف الآية 28) و لا لوم عليّ في ذلك. أما الجانب الثاني و هو جانب التفسير، فإنّي اعتبرت أن كيد المرأة في الحياة اليومية هو تجاوز للنزعة المازوشية في العلاقة الجنسية. فإن كان هذا التفسير لا يروق لك حبّذا لو تبيّن لنا بكلّ وضوح لماذا يقول الله عن النساء إن كيدهنّ عظيم. بعيدا عن متاهات الحديث عن المرأة العربية و الأنظمة العلمانية و المجتمع الذكوري و المساواة بين الجنسين.
تقول إن ما قلته كأنّه "رسالة إلى المحكمة تشكو و تشرح لهم مشكلة خاصّة". عن أي مشكلة خاصّة تتحدّث أنا انطلقت من القرآن و أنت تقول لي مشكلة خاصّة؟ أمّا قولك إن المرأة العربية إمرأة مظلومة في مجتمع ذكوري و وضعها أتعس من وضع المرأة الأوروبية..... فهو قول ليس له علاقة مباشرة بموضوعنا. رغم أنّه كان بإمكانك أن تربطه بموضوعنا فتسأل: إذا كان وضع النساء في المجتمع العلماني أفضل من المجتمع العربي، فلماذا يجمع الحكم التالي "إن كيد النساء عظيم"، يجمع كل النساء في سلّة واحدة. هل أخطأ الله في الحكم على النساء؟ ووددت لو واجهت الحكم و حاولت تفسيره بشكل أفضل منّي و تجعلني أستفيد منك. كان عليك أن تجيب عن السؤال الجوهري: لماذا يقول الله إن كيد النساء عظيم؟ طبعا الله يتحدّث عن النساء بشكل مطلق و لا يتحدّث عن المرأة العربية أو الأوروبية، المرأة في المجتمع العلماني أو الجاهلي. أنا طرحت السؤال و حاولت أن أجبت عنه ناقشني في إجابتي بدون أن تحملني إلى متاهات.
 

محمد فري

المدير العام
طاقم الإدارة
عندما نستشهد بالآيات، لابد من استحضار أسباب النزول، وهذا ما يجب الانتباه إليه في الآية é_ من سورة يوسف، فلعل للآية هنا ظروفه المرتبطة بحدث معين أشارت إليه التفسيرات القرآنية المختلفة ... هنا سنتجنب تعميم الحكم على النساء بكون كيدهن عظيما ... فالنساء كالرجال، تختلف طباعهن وأخلاقهن مثلما تختلف عند الرجال بسبب عوامل كثيرة ومختلفة ..
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى